يعتقد المريض أنه يعاني من نزلة برد ويبدأ بتناول الأدوية المرتبطة بهذا العارض الصّحي، ثم يعود إلينا في الصيدلية ليُخبرنا أنه لم يلاحظ أي تحسّن وأن سيلان الأنف لم يتوقّف بل على العكس ، فالأعراض الصحية تزداد يوماً بعد يوم.
يعتقد المريض أنه يعاني من نزلة برد ويبدأ بتناول الأدوية المرتبطة بهذا العارض الصّحي، ثم يعود إلينا في الصيدلية ليُخبرنا أنه لم يلاحظ أي تحسّن وأن سيلان الأنف لم يتوقّف بل على العكس ، فالأعراض الصحية تزداد يوماً بعد يوم.
ينتج إلتهاب الأنف التحسّسي أو ما يُسمّى بحساسية الأنف عن مادة مُثيرة للحساسية تُعرَف بالمُستأرج، أما أكثر المواد المُسبّبة لهذه الحساسية فهي: الغبار, وَبْر الحيوانات (الفرو، الشعر، خلايا الجلد) , الطلع (طلع الزهر)
خلال عملية التنفّس تدخل المواد المُسبّبة للحساسية إلى الرئتين. إن كان الشخص يعاني من إلتهاب الأنف التحسّسي فإن جهاز المناعة لديه سيتعامل مع هذه المواد على أنها مادة ضارّة، وبالتالي سيُطلق الأجسام المُضادّة والمواد الكيميائية (كمادة الهستامين) لمُحاربتها.
تظهر أعراض هذا النوع من الحساسية على شكل حكّة في الأنف والعينين أو الحلق تترافق مع سيلان أو انسداد في الأنف مع العطس المُتكرّر، أيضاً تدمع العينان. يلجأ المريض إلى الصيدلية ليبدأ بتناول العلاجات الأولية ريثما يقابل الطبيب الاختصاصي الذي بدوره سيبادر بالسؤال عن التاريخ الصحّي للعائلة، وسيطلب من المريض إجراء واحد أو أكثر من الفحوصات التالية:
اختبار الجلد: حيث يقوم الطبيب بوضع عددٍ من المواد المُحتمَل أنها تُسبّب لك الحساسية ويراقب تفاعُل الجلد معها.
فحص الدم: لمراقبة معدّل أجسام الغلوبيولين المناعي والذي يتم إفرازه ردّاً على المادة المٌحسِّسة ، وللتحقّق من مستوى كريات الدم البيضاء (الأزينزفيل) والتي تنشط عند التعرّض للمواد المٌسبّبة للحساسية.
إن ثبُت للطبيب أنك تعاني من إلتهاب الأنف التحسّسي الموسمي فسيقوم بوصف بعض العلاجات الدوائية مصحوبة مع نصائح وقائية:
1-حاول تجنّب تعرّضك للمواد المُسبّبة للحساسية والتي تم تحديدها بواسطة فحص الجلد.
2-اغسل أنفك بمحلول ماء الملح الطبي لإزالة المواد المخاطية والمواد المُسبّبة للحساسية.
3-ابدأ بتناول الأدوية التي وصفها الطبيب بانتظام ومنها مُضادّات الحساسية ، بخّاخ موضعي (كورتيكوستيرويد) للأنف أو بخّاخ مُزيل لاحتقان الجيوب الأنفية.
إن لم تشعر بتحسّن ملحوظ فعليك بمراجعة الطبيب، لا تُهمل الأمر فهذا التحسّس البسيط قد يتضاعف ويصل للربو، إلتهاب في الجيوب الأنفية وصعوبات في التنفّس وربما إلتهاب في الأذن الوسطى.
يعتمد الفرد في الدول النامية على نفسه في تشخيص الحالات المرضية بسبب سوء الحال الاقتصادية، ناسياً أن التشخيص الخاطئ سيُسبّب تدهوراً في حاله الصحية وبالتالي زيادة في التكلفة العلاجية. النصيحة التي نكرّرها دائماً : إنها صحتك، إعتنِ بها وأوكلها لأهل الاختصاص فنعمَة الصحة إن فُقِدَت لا يمكن أن تُعوّض.
المصدر : الميادين نت, د. زينب نصّار