المخرجة السورية رشـا شربتجي

0
2341

رشـا شربتجي – المخرجة السورية التي سطع نجمها في عالم الإخراج على الساحتين السورية واللبنانية، وبحضور كاميرتها على الساحة العربية ، تتمسك المخرجة وبجرأة بأرشيفها الزاخر بالأعمال الإشكالية، وتعالج مسلسلاتها قضايا اجتماعية وإنسانية بأسلوبها المشاكس الذي يطغى على العمل منذ بدايته حتى المشهد الأخير.

عندما يُذكر اسم رشا شربتجي، تُذكر معه أعمالٌ لها مكانتها الفنّيّة المرموقة: “الولادة من الخاصرة” و”زمن العار” و”تخت شرقي” و”غزلان في غابة الذئاب”

رشا شربتجي (20 أبريل1975 -)، مخرجة سورية. تنتمي لعائلة فنية فوالدها المخرج هشام شربتجي وهو من المخرجين السوريين الأوائل . ولدت في مصر من أب سوري وأم مصرية، الأمر الذي انعكس على لهجتها قليلا، مما أثار ردود أفعال سورية من أنها تتملق المصريين. علما بأنها فعلا تتحدث المصرية بشكل أكبر من اللهجة السورية، وعملت مع الممثل المصري يحيى الفخراني الذي اخرجت له عملين هما مسلسل شرف فتح الباب و ابن الأرندلي.

عملت في الدراما التلفزيونية السورية كمساعدة لوالدها قبل أن تقدم مسلسلها الأول كمخرجة:(قانون و لكن 2003). قدمت رشا شربتجي عدداً من المسلسلات التي حققت صدى و انتشار جماهيري لافت هي:(أشواك ناعمة 2005)،(غزلان في غابة الذئاب 2006)،(يوم ممطر أخر 2008)،(زمن العار 2009)،(أسعد الوراق 2010)،(تخت شرقي 2010)،(الولادة من الخاصرة 2011-2012-2013) و (بنات العيلة 2012).

 مسلسل “بروفا”, مسلسل رمضاني من تأليف يم مشهدي وأخراج شربتجي,  الكاتبة يم مشهدي تعتمد في نصها على الحوار بشكل رئيسي، مما أحدث نقلة نوعية أو تغييراً في العمل. حيث أبقت المخرجة على التركيز في الحوارات، بما يتناسب مع طبيعة العمل وأحداثه والأفكار التي يعالجها، مع ان في هذا المسلسل أسلوب الكاتبة وحواراتها لم يختلف عنها في أعمالها السابقة، مع فارق أنها ضمّنتها جرعة عالية من السخرية اللاذعة، لكن في النهاية تتناسب الحوارات مع الشخصيات الدرامية في العمل.



“بروفا” هو دراما لبنانية، بل هو غارق في لبنانيته، وهذا ما جعل اللبنانيون يتعاطفون معه، ويتلمّسون المشاكل التي يتناولها، وهي في معظمها مشاكل يعانيها أبناء المجتمعين اللبناني والسوري، وباقي المجتمعات العربية، بل تتخطّاها الى الإنسانية عموماً، بغض النظر عن الجغرافيا.

يسلّط المسلسل الضوء على شريحة ضيقة جداً من المجتمع اللبناني، الطبقة الغنية

صُوّرت أحداث المسلسل في مدرسة لبنانية خاصة، وهي قائمة في الحقيقة، والطبقة التي أشار إليها والتي تحدث عنها “بروفا”، موجودة في مدارس سوريا ولبنان ومصر وغيرها من الدول العربية، وهي ليست خيالية. وتقول شربتجي “عندما نتحدث في الدراما عن هذه الشريحة، أو أي شريحة أخرى، نستطيع من خلال معالجتنا لمشاكلها أن نلامس مشاكل عامّة تخصّ المجتمع بأسره، كالتنمّر والعنصرية وغيرهما، لأن هذه الآفات تتفشّى في المجتمعات وتتأثر بها سائر شرائح المجتمع.”

 تركّز عمل المخرجة السورية شربتجي في السنوات الأخيرة ضمن الإنتاجات المشتركة، والذي جمع تعدد الجنسيات في العمل

اما في حديثها لمجلة سيدتي تقول شربتجي: ” رفضتُ الأعمال غير المرتكزة على المنطق الدرامي في الجنسيات، لأنّ هذا يعكس انعدام صدقية العمل. حاولت أن أراعي المنطق، سواء في “سمرا” أو “ما فيي” أو “علاقات خاصة”، حيث أخضعت وجود شخصيّات هذه الأعمال إلى منطقية وجودها في محيطٍ واحد كمدينة بيروت التي تحتضن جنسيات عدّة. وفي رأيي، أن مراعاة المنطقية أولوية وليست كمالية. “.

رشا شربتجي  وعمل الإخراج

تتمتع شربتجي بمنهجية خاصّة في إخراجها، تتيح لها إنجاز عمل جيّد في وقت محدّد. تقول شربتجي : ” انا لا أصوّر كل مشهد من زوايا عدة، بل أولّف المشهد في رأسي، أقطّعه، ثمّ أصوّره لأخدم إيقاع المشهد وإيقاع الممثل معاً”.

تعمل المخرجة رشا شربتجي كباقي المخرجين في العقد الأخير، وسط سيطرة لشركات إنتاج كبرى تعمل وفق خطط تسويقية، ما أدى الى انحسار دور المخرج في الكثير من الجوانب.

فقد عهد العمل الاخراجي في السابق على بناء المخرج مشروعه ويعمل من أجل أن ابصاره الى النور، أما اليوم، فتبدلت آلية العمل، إذ صار مضطراً إلى اختيار الأفضل مما يُعرض عليه في معظم الأحيان، ونادراً ما يكون شريكاً في المشروع ولكن بحدود. فمنهم من يتبنى المشروع الدرامي، ويحقّق فيه ذاته ويضع لمسته الخاصّة وهذا ما تتميز به المخرجة شربتجي ومنهم من يعمل من أجل العمل فقط.

فوارق في موقع التصوير

تقول المخرجة رشا شربتجي :” أنا لا أميّز بين مخرج ومخرجة، وهناك مخرجون وجهات نظرهم متحيّزة للمرأة أكثر من المرأة نفسها، لكن يمكنني القول إنني أهتم كثيراً بشخصيات العمل ويصبحون جزءاً مني، أهتمّ بالممثل كثيراً وأشعر أنه العنصر الأهم من أي شيء آخر، وكل العناصر الأخرى يجب أن تكون في خدمة الممثل لينجح في الدور ويبدع. كل عناصر الإبهار تلفت المشاهد لكنها لا تبقى في ذاكرته، لكن الجميع يتذكّر الممثل.”