تشكّل الوعي السياسي”المواطن المُطلع هو عماد الديمقراطية

0
694

سيبيلاّ بوندولفي (‘swissinfo.ch), في السنوات الأخيرة، دخلت وسائل الإتصال الجديدة، كالهواتف المحمولة، عالم السياسة. يُسهّل العالم الرقمي انتشار المعلومات غير المؤكدة دون عوائق تُذكر. فما الذي يعنيه هذا الأمر في سويسرا التي يجب أن يُصوّت فيها المواطنون على قضايا واقعية ثلاث مرات على الأقل في العام الواحد؟

مقاطع فيديو توضيحية بشأن التصويت على يوتيوب، وسياسيون يُغردون على تويتر، وعرائض عبر الإنترنت: هذا غيض من فيض وبضعة أمثلة تظهر تأثيرات الرقمنة على الممارسة الديمقراطية. لهذا السبب، خصّص مركز الديمقراطية في مدينة آراورابط خارجي بعض الجلسات لمناقشة هذا الموضوع في إطار الدورة العاشرة لأيام الديمقراطيةرابط خارجي التي تنتظم سنويا في نفس المدينة.

في إحدى الأمسيات، تجمّع المواطنون في مكتبة البلدية في بلدة زوفينغن القديمة (كانتون أرغاو)، لمناقشة مشكلة تبدو “جافة قليلا” للوهلة الأولى بعنوان “التشكيل السياسي في عصر الجمهور الرقمي”، لكن يكفي إلقاء نظرة فاحصة، ليتّضح بسرعة أنّ الموضوع شديد الحساسية. فنحن نعيش في فترة مثيرة تُحدث فيها الرقمنة ثورة في ديمقراطيتنا.

السياسيون يُغرّدون والمواطنون يدوّنون

عمليا، توفر الرقمنة سلسلة كاملة من الإمكانيات الجديدة:

يستخدم السياسيون تويتر للتحدث مباشرة إلى المواطنين. مما يتيح لهم النقاش مع الناخبين المحتملين.

كما يُمكن أن يُصبح المواطنون ناشطين سياسياً، من خلال إطلاق مدونة أو تأسيس موقع إلكتروني على سبيل المثال.

وفي وقت غير بعيد، سيسمح التصويت الإلكتروني بالتصويت عبر الإنترنت. ولن يكون من المُمكن التَّذرع بصعوبة التنقل إلى مكتب البريد أو مركز الإقتراع لتبرير عدم المشاركة في التصويت.

وحدهم كبار السن لا زالوا يشاهدون التلفزيون

إضافة إلى ما سبق، غيّرت الرقمنة في السنوات الأخيرة كثيراً من طرائق استخدام الناس لمصادر المعلومات.

إذ يزداد عدد السويسريين الذين يقرأون الأخبار على منصات الأخبار الإلكترونية، وبموازاة ذلك يقلّ عدد قرّاء الصحف المطبوعة.

في الأثناء، يبقى التلفزيون الوسيلة الشائعة لدى الجمهور الأكبر سنّا نسبيًا. في حين يفضل الشباب تحصيل المعلومات من خلال شبكات التواصل الإجتماعي. وتشير دراسة إلى أنّ 80٪ من الأطفال واليافعين والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاماً يستخدمون تطبيقيْ إنستغرام وسناب شات، كما يستخدم 60٪ منهم تطبيق فيسبوك أيضاً.

سُهولة تمرير الأخبار المزيّفة

ما هي انعكاسات ما سبق ذكره على الحياة السياسية؟ في مداخلتها أمام الجمهور في زوفينغن، تشدد مونيكا فالديس، مديرة مركز آراو للديمقراطية، على أن “المواطن المُطلع هو عماد الديمقراطية” وخاصة في نظام الديمقراطية المباشرة، الذي يقرّر فيه المواطنون مواضيع متعلقة بواقعهم، حيث يكون من المهم الحصول على معلومات كاملة وصحيحة.

في المقابل، تنطوي الرقمنة أيضاً على مخاطر. ذلك أن الخوارزميات المستخدمة على الشبكات الإجتماعية تعني أن الأشخاص يتلقوّن محتويات من أشخاص يُشبهونهم بشكل أساسي. وبدلاً من الإطّلاع على آراء مُغايرة، يشعر المرء بالإرتياح لرؤية آراء مماثلة لرأيه.

في هذا الصدد، خلُصت دراسة أمريكية إلى أن الطلاب لم يكونوا يفرقون بين الإعلانات عبر الإنترنت والمحتوى ذي الطابع الإعلامي. كما أنه لم يكن بمقدورهم تمييز المصادر غير الموثوقة على الإنترنت. وتضيف مونيكا فالديس: “هذه النتائج صادمة”.

مع ذلك، هناك بعض الأخبار الجيّدة القادمة من سويسرا. فقد أظهر استطلاع لرأي الشبان في كل من سويسرا وسنغافورة والبرازيل والولايات المتحدة أن الشبان السويسريين يولون ضعف الإهتمام الذي يوليه نظراؤهم الأجانب من نفس العمر للتحقق من صحة التعليقات التي يمكن العثور عليها في فيسبوك أو تويتر أو منصة إلكترونية أخرى.

وختمت مونيكا فالديس كلامها بالقول: “علينا الشعور بالمسؤولية لدى تبادل المعلومات ونقلها. وهذا واجب على كلّ فرد”.

نصائح من أجل قراءة ناقدة للمحتويات الإفتراضية

– البحث عن التوجّه السياسي للموقع.

– التحقق من عنوان الموقع على شبكة الإنترنت (أي URL).

عدم الإكتفاء بالنتائج الواردة في أعلى الترتيب عند إجراء بحث على محرك غوغل، والإطّلاع أيضا على النتائج الواردة في أسفل الصفحة أيضا.