زين الرفاعي بن 13 لاجيء سوري وبطل فيلم “كفر ناحوم” اللبناني

0
3048
فيلم “كفر ناحوم” من مهرجان “كان” الى “الاوسكار”

زين الرافعي المولود في درعا في جنوب غرب سوريا، لجأ مع عائلته إلى لبنان في 2012. ولم ينجح هذا الفتى المقيم في بيروت حالياً في التأقلم مع النظام التعليمي اللبناني وبدأ العمل في سن العاشرة في أعمال بسيطة بينها حمال في متجر كبير بما يشبه الدور الذي يؤديه في الفيلم.

يذكر أن كفرناحوم يروي قصة زين البالغ 12 عامًا وهو طفل شارع متمرد، يدخل في حرب مع والديه اللذين يرفضان إرساله إلى المدرسة ويضربانه.وقد بلغ هذا السخط ذروته عندما زوجا شقيقته في سن الحادية عشرة. فيهرب زين ويلجأ إلى رحيل وهي عاملة إثيوب لا تملك أوراق إقامة في لبنان ستعهد بحضانة طفلها إليه لتتمكن من العمل، قبل أن تختفي في يوم من الأيام، إلى أن تأتي المحاكمة التي ترد في أول الفيلم.وقد رُصد زين على الطريق في 2016 خلال بحث القائمين على فيلم “كفرناحوم” عن ممثلين للعمل.


المخرجة نادين لبكي

زين الرفاعي وعائلته من درعا والذي قضا ست سنوات في مخيمات اللاجئين بلبنان من دون أن تتاح له أبسط مقومات الحياة. ويعرض الفيلم الدياة في بيروت ، مع العديد من القضايا الاجتماعية التي تؤثر على اللبنانيين واللاجئين على حد سواء، كعمالة الأطفال،الزواج المبكر، انعدام الجنسية والفقر.

نادين وزين يتسلمان جائزة مهرجان كان من الممثل البريطاني غري اولدمان
نادين وزين يتسلمان جائزة مهرجان كان من الممثل البريطاني غري اولدمان

الشخصية الرئيسية للفيلم مراهق بلا هوية يعيش في أحد الأحياء الفقيرة في بيروت ويتعين عليه العمل لدعم أسرته بدلا من الذهاب إلى المدرسة.
“عندما رأيت زينا كان من الواضح جدا أنه سيكون بطلا لنا. هناك شيء في عينيه محزن للغاية”، تقول لبكي وتضيف “لا يوجد ممثلون في فيلمي. كلهم يصورون حياتهم الخاصة بطريقة أو بأخرى، كفاحهم ومحنتهم وهذا ما أعطى الفيلم في النهاية قوته”.

“كان الأمر صعبا” يقر زين بقساوة الموقف، وحياته التي عاشها كطفل في المنفى، حيث نام على مدى السنوات الست الماضية على فراش رث مع والديه وثلاثة من أشقائه على الأرض في شقتهم الضيقة.

“كنت أحب أن أذهب إلى المدرسة. أتذكر اليوم الأول الذي جئنا فيه إلى هنا ( لبنان) لقد دخلت في عراك مع نفسي”.

ووفقا للبكي، ارتجل زين كلماته الخاصة في النص في عدة مناسبات ” وبالكاد يمكن أن يكتب زين اسمه بنفسه، لكن عباراته الخاصة وأقواله وأفعاله التي أضافها، جاءت بشكل طبيعي مما جعل المشاهد أكثر قوة”. “شعرت بالشلل التام”، يصف زين لحظة حصول فيلم كفر ناحوم على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان.

شارك الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية حول العالم، من بينها مهرجان “تورنتو” السينمائي، وحصد جوائز منها جائزة الجمهور في مهرجان الفيلم “النرويجي” الدولي، و”ملبورن” السينمائي. ويعتبر “كفر ناحوم” اللبناني الاقوى في ترشيحات جائزة مسابقة “أوسكار” 2019، لفئة أفضل فيلم أجنبي.

طاقم فيلم كفر ناحوم-باريس
طاقم فيلم كفر ناحوم-باريس

يشار إلى أن عائلة زين منحت حق اللجوء في النرويج. وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهوها في لبنان يرى زين أن مغادرتها لم تكن سهلة “سأفتقد أبناء عمومتي هنا، لكني هناك، سأكون قادرا على الذهاب إلى المدرسة وتعلم القراءة والكتابة”.