وفاة الفنان التشكيلي الفلسطيني سمير سلامة (74 عاما) فجر يوم الخميس 16 اغسطس, في فرنسا متأثرا بإصابته بمرض عضال.
ولد الفنان الراحل بمدينة صفد عام 1944، لكنه انتقل مع أسرته بعد عام 1948 إلى بلدة مجد الكروم في الجليل، ومنها إلى بيت جبيل اللبنانية، ثم بيروت وبعدها العاصمة السورية دمشق، قبل أن يستقر بمدينة درعا. بدأالرسم منذ الطفولة، إلى أن دخل كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وانتقل إلى بيروت، حيث التحق بدائرة الإعلام الموحد، وأسهم طوال ثلاث سنوات في صياغة “البوستر” السياسي، وأسس قسم الفنون التشكيلية فيها.
الحركة الثقافية الفلسطينية عامة، والتشكيلية منها خاصة، خسرت برحيل سلامة واحدا من أبرز روادها ورموزها ممن ساهموا في التأسيس لحركة فنية أصيلة ومتجددة.
في ربيع العام 1975 وصل سلامة الى باريس، لمتابعة دراسته العليا في كلية الفنون الجميلة “بوزار” المقابلة لمتحف “اللوفر”، بعد ان أنهى تعليمه واستقر في فرنسا، تسلم وظيفة لمدة ثلاث سنوات في مجال التصميم والغرافيك في قسم المطبوعات العربية، في مقر “اليونيسكو”، ثم عمل مدرسا لمدة ثلاث سنوات في برنامج الرسم المفتوح في جامعة “جوسيو” الباريسية.
أقام سلامة معارضه الفنية في عواصم ومدن عربية وأجنبية عديدة على مدى أكثر من نصف قرن، وكان آخرها سلسلة معارض أقيمت قبل أقل من شهرين في مدن الضفة الغربية.
“المعرض الاستعادي للفنان التشكيلي سمير سلامة”، في غاليري “1” بمدينة رام الله، والذي يضم نحو 50 لوحة ضمن 150 لوحة سيتم عرضها في أربعة أماكن في مدن رام الله والقدس وبيت لحم، والتي تعكس مشواره في درعا، وبيروت، وباريس ومدن عاش فيها الفنان بعيدا عن بلده.
بقلم ناقدي الفن – الفنان سمير سلامة
(عصمت الاسعد) ولبيان ذلك فثمة تواصلات وتراكبات كانت في أغلبها “جينيه” الطابع – نسبه إلى علم الجينات – هذه الحالة التي ربطت جميع مراحل التشكيل لديه وبجدائل “جينية” أيضا رابطة مابين أساليبه الواقعية وما بين أعمق تجاربه مع التجريد. إذن هذه الفكرة “لجينوفنية” تسهل علينا قراءة أعمال الفنان والدخول غياهب تجربته من خلال أكثر رحابة وأكثر اتساعاً. فمثل هذه المحاولات المتسمه بشمولية القراءة والدراسة لعلها تجيء متوازيه مع مجمل اشكال التجربه لديه. ومن خلال (الرحلة البانورامية) الممتدة من (معلولا) – مرحلة تفتح التجربة – إلى (صفد) – مسقط راس الألوان والفنان – هذه الرحلة المنطبعة في ذاكرة الفنان سمير سلامة البصرية. ذلك المخزون (للوني/ تشكيلي) الذي بدى يعايشه حتى تفتحت أبواب ذائقته على توازيات أخرى معاشة بكل علامات الإنطباق.