جاليري ساتشي  في لندن في رحلة فنية قاسية ومعرض جديد يضم 170 عملاً فنياً معاصراً

0
1162
 جاليري ساتشي  في لندن في رحلة فنية قاسية

تضع الناظر أمام انعكاس قاتم للعالم الذي نعيش به ومعرض جديد يضم 170 عملاً فنياً معاصراً.

يعرض معرض “بلاك ميرور” في ساتشي التأثير الساخر للفن التسكيلي. وهو معرض جديد وكبير يجمع أعمال 26 فنان  معاصر من أجل استجواب العلاقة بين الاضطرابات السياسية  والعمل  الإبداعي.   يجمع  المعرض  أعمال  من  الفن التصويري ، والرسوم  الكاريكاتورية، واللوحات ، والتصوير الفوتوغرافي والتركيب، والتي تغطي جميع  الطوابق الثلاثة من معرض ساتشي ، تلقي بين جدرانها بإضاءاتها الخفيفة وتتحول إلى تعليقات اجتماعية مثيرة للتفكير.

لكن هناك خلل ما, فعدم وجود لوحات نصية أو ملصقات ، وتناثر بكثرة من  “أفكار كبيرة”، فمن  الصعب رؤية  او التعرف على العناصر الاساسية من الكم الهائل من الاعمال في المعرض .

إن عدم وجود سرد متماسك، أو موضوعي أو غير ذلك ، يجعلك تشعر بالضعف والجهل، مما يؤدي إلى حدوث أثر من الشك الذاتي. وربما  هذا هو الهدف من المعرض الذي يستكشف في نفس الوقت عدم الارتياح الجماعي ويشكك في الوضع الراهن.

ومع ذلك ، هناك بعض الأعمال الفردية القوية التي تسعى بشكل  مستمر لاكتشاف  ما إذا كان  الزائر هو ” زائرا مغامرا”.  من بين أبرز الأعمال، المواجهة الرهيبة للفقر في  “الواقعية المتعسرة” للفنان ريتشارد بيلينجهام. ولقطات جيسيكا كريغ مارتن  اللامع للمجتمع والتي تضيء طبيعة الشهرة الضحلة والمتقلبة ؛ ورسومات صحفية تشبه “عمل” الأطفال للفنان البولندي ألكساندرا مير.

معرض “بلاك ميرور” في ساتشي

 فيليبا آدامز، مديرة صالة ساتشي، تقول: “معرض المرآة السوداء (Black Mirror) معرض تشكيلي وباتباره هجاءًا اجتماعيًا، بدا لنا العنوان المثالي لجمع مجموعة من الفنانين الذين عملوا على مدى العشرين عامًا الماضية من خلال التأمل وعكس تفاصيل المجتمع، كمرآة. العديد من الأعمال تحمل نظرة مرحة وتفسيراً للمخاوف، وتأملاً عبر التاريخ والمواقف السياسية”.

دومينيك ماكغيل، وهو فنان أنجز لوحة ضخمة فيها تمثيل معقد للعديد من الإيديولوجيات المتداولة منذ الحادي عشر من أيلول، ترتبط فيها الإشارات إلى الصراعات الحاصلة مؤخراً وزعماء السياسة في الماضي بالاقتباسات الفلسفية والرسوم الكاريكاتورية لانتقاد تجاوزات النيوليبرالية، يقول عن عمله: “عندما وضعنا فكرة هذا المشروع لأول مرة، كانت إحدى النوايا أن يكون بمثابة بانوراما تاريخية ، مثل معركة غيتيسبيرغ أو قصة الكتاب المقدس. لذلك جمعنا عناصر من الرسوم الكاريكاتورية والنصوص في محاولة لخلق لوحة تاريخ معاصرة”.

معرض "بلاك ميرور" في ساتشي
معرض “بلاك ميرور” في ساتشي

أما جيمس هوارد فقد صمم تركيباً فنياً يتألف من خمس وثلاثين مطبوعة رقمية قبل عشر سنوات، هذا العمل الفني يعطيك شعور بالسقوط طويلاً وعميقاً في الجانب المظلم من الانترنت.

معرض "بلاك ميرور" في ساتشي
معرض “بلاك ميرور” في ساتشي

يقول هوارد عن عمله الفني: “إذا أردنا إيجاد مكاننا في الكون، فإن الإنترنت يمكن أن ينظر إليه على أنه طريقة مباشرة للغاية للذهاب إلى هناك لأن لدينا كل السلوك البشري في متناول يدنا. قبل سنوات، كان الإنترنت مختلفًا تمامًا. لم تكن هناك فلاتر جيدة للرسائل الالكترونية والمواقع غير المرغوب بها، وتمكنت من الوصول إلى بعض الأماكن المجنونة على الشبكة ثم حصاد كل ذلك المحتوى. كانت هناك ذرى جميلة ومرعبة. الآن أصبحت الشبكة كأنها تسير في مسار مستقيم، أصبحت مملة، أردت فقط الحصول على الأمور بأقصى تطرفها لأنها تحكي لنا عن أنفسنا”

في عمل آخر يطالع الزوار جملة تقول: “قبل أن تحاكمني، قم بالسير لمسافة ميل في حذائي”، وهنا يجربون أحذية ويقرأون الملصقات عليها ويلتقطون الصور.هذا العرض يدفع الزائر للتقدم خطوة إلى الأمام والتشكيك والتساؤل حول سلوكياته وأفكاره المسبقة. كل هذه الأحذية المستعملة كبيرة الحجم وسيئة المظهر على حد سواء، ومع ذلك، فإن لكل منها قصة شخصية مخبأة وراءها.

معرض "بلاك ميرور" في ساتشي
معرض “بلاك ميرور” في ساتشي

بلاك ميرور، الفن كسخرية اجتماعية في صالة ساتشي، مجاناً حتى الثالث عشر من كانون الثاني المقبل.