ألسنة لهب تبتلع هيكل كاتدرائية نوتردام الشهيرة وسط باريس. وشارك في إخماد الحريق نحو 400 من رجال الإطفاء، أصيب في اثرها أحد رجال الإطفاء بجروح خطيرة.
وذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن الحريق دمر ثلثي سقف الكاتدرائية، وأكد قائد فريق رجال الإطفاء جان كلود غاليه أكد أن فرق الإطفاء تمكنت من إنقاذ البرجين الأماميين للكاتدرائية.
من جهته، أكد كبير القساوس في كاتدرائية نوتردام أنه تسنى إنقاذ عدد من الآثار، بما فيها إكليل الشوك ليسوع المسيح وبعض اللوحات.
وقالت السلطات الفرنسية، الخميس، إنها استطاعت التوصل إلى سبب يرجح أنه يقف وراء كارثة الحريق الذي التهم جزءا كبيرا من كاتدرائية نوتردام التاريخية في العاصمة باريس يوم الاثنين.
وذكر مسؤول في الشرطة دون الإفصاح عن اسمه، لوكالة “أسوشيتيد برس”، “أن المحققين يعتقدون أن ماسا كهربائيا أدى إلى اندلاع حريق الكاتدرائية، على الأرجح… إنهم أجروا تقييما أوليا للكاتدرائية لكنهم لم يفحصوا بعد مبنى الكاتدرائية لأسباب تتعلق بإجراءات السلامة”.
وأضاف المسؤول أن الصرح التاريخي تم تدعيمه بألواح خشبية، لإسناد بعض الأجزاء الهشة من الجدران. من جهته قال مكتب المدعي العام في باريس، إن المحققين ما زالوا يبحثون في أسباب الحريق، وأجروا مقابلات مع حوالي 40 شخصا حتى يوم الخميس. وكانت السلطات الفرنسية قد أشادت برجال الإطفاء الذين حاربوا الحريق لساعات، واستطاعوا إنقاذ الكثير من الأعمال الفنية والآثار الهامة داخل الكاتدرائية. واشتعلت النيران بكاتدرائية نوتردام التاريخية وسط باريس، الاثنين، واستمرت نحو 15 ساعة، قبل أن ينجح جهاز الإطفاء في إخمادها. وتسببت النيران بانهيار سقف الكنيسة ومنارتها البالغ ارتفاعها 93 مترا.
ظلت كاتدرائية نوتردام واحدة من أشهر معالم العاصمة الفرنسية باريس منذ إنشائها قبل 850 عاما. بدأ العمل في إنشاء كاتدرائية نوتردام في جزيرة “إيل دي سيتيه” وسط نهر السين في باريس تحت حكم الملك لويس السابع في عام 1163, ولكن بناء الكاتدرائية لم يكتمل إلا في عام 1345. ومنذ إكمال تشييدها، أصبحت الكاتدرائية مسرحا للعديد من الأحداث التاريخية. ففي عام 1431، توّج الانجليزي هنري السادس ملكا على فرنسا في الكاتدرائية. كما شهدت الكاتدرائية تتويج نابوليون بونابارت امبراطورا في عام 1804. وطوّبت جان دارك في الكاتدرائية التي شهدت أيضا تأبين الرئيسين تشارل ديغول وفرنسوا ميتران.
ثبتت رواية “أحدب نوتردام” لفيكتور هوغو، والتي نشرت عام 1831، موقع الكاتدرائية في التراث الثقافي العام. وكانت الرواية، التي حولت إلى فيلم سينمائي انتجته استديوهات ديزني، قد أشارت إلى الوضع المزري الذي كانت تعاني منه الكاتدرائية، وهو ما أدى إلى إطلاق عملية إصلاح كبيرة في أواسط القرن التاسع عشر.