الكتاب والشعراء والادباء ووسائل الاتصال الاجتماعي كمصدر دخل مالي

0
840

يجد الكُتابا أو الأدباء أو الشعراء أو حتى الصحفيين صعوبة في تأمين أحوالهم المعيشية. في عالم يزداد صعوبة يوما بعد يوم، وبينما يجتهد بعضهم العاملون في حقل الثقافة لتأمين حياتهم من مصادر أخرى بعيدة عن مجالهم الثقافي ذي المقابل المحدود. هل يمكن القول أن “الثقافة لا تكسب عيشا” والأفكار لا تحظى بمقابل مادي ملائم هذه الأيام.

تظهر التقارير الحديثة أن متوسط ​​دخل الكاتب منخفض بدرجة كبيرة, ويحتاج أن يكون مدعوما من قبل مؤسسة النشر الخاصة او بدعم من المؤسسة العامة.

ولكن الأكاديمي الأسكتلندي ماثيو ماكيفر لا يتفق مع هذه القناعة السائدة، فبرأيه أن الأفكار تجني كثيرا من الأموال وتصبح مربحة عند عرضها بالطريقة الصحيحة على الوسيلة المناسبة، ويضرب المثل بمقاطع الفيديو والبودكاست الثقافية والترفيهية المنتجة جيدا على منصة الفيديو يوتيوب، التي تجني بالفعل مشاهدات هائلة وأرباحا في كثير من الأحيان مما يجعلها مزيجا رائعا من الأموال والأفكار، حتى في مجالات صعبة ولا تحظى بمتابعين كُثر مثل الفلسفة بحسب الأكاديمي الشاب.

ويقول ماكيفر إن الاعتقاد السائد بأن الناس لا يهتمون بالأفكار خطأ تماما، فالناس يهتمون كثيرا بالفعل ويمكن أن يدفعوا مقابل ما يهتمون به، لكن منتجي الأفكار هم من لا يستطيعون بيع أفكارهم للجمهور بطريقة صحيحة ومناسبة، بحيث تجعلها تحظى بالشعبية وتجني الأرباح، بحسب مقاله المنشور على صفحته في موقع “ميديام”.

ورغم أن البعض “يبيع الأفكار” بالفعل مثل العديد من المدونين الذين يقومون بالبث عبر الإنترنت ويحصلون على كثير من المشاهدين ومزيد من الأرباح، ومن هؤلاء “اليوتيوبرز” الذين يلخصون لمتابعيهم موضوعات ثقافية وعلمية ويقدمونها بطريقة مبسطة لجمهور واسع يحوز مشاهدات كبيرة بالفعل.

ومن هؤلاء الفيلسوف والناقد الثقافي سلافوي جيجيك المنحدر من سلوفينيا بشرق أوروبا، الذي يقدم “نموذجا لفيلسوف قاري مؤثر للغاية” بحسب ماكيفر، ويمزج باحتراف بين الثقافتين العالية المتخصصة والشعبية السهلة في تحليل ملامح الحياة المعاصرة أو الفن أو السياسة، وتحظى مقاطع مرئية لجيجيك رغم طبيعتها الفلسفية بأرقام مشاهدات هائلة وتظهر أن هناك “سوقا” حقيقيا للأفكار.

ومثل جيجيك هناك عالم النفس الكندي جوردن بيترسون الذي اشتهرت كتبه -رغم كونها فلسفية كذلك- بملايين القراء ما جعلها تتصدر أعلى المبيعات، لكن السؤال الأكثر أهمية -بالطبع- هو ما إذا كان هناك سوق للأفكار الجيدة، وما إذا كانت جميع الأموال تتجه نحو أشياء ذات قيمة ثقافية حقيقية وليس نحو محتوى تافه وغير مفيد ثقافيا؟