وزير الخارجية الإيراني في قمة مجموعة السبع

0
566

حضور مفاجئ لوزير الخارجية الإيراني لمحادثات في قمة مجموعة السبع

قام وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأحد بزيارة مفاجئة وخاطفة إلى جنوب غربي فرنسا، حيث تعقد قمة مجموعة السبع.

وعقد ظريف أكثر من ثلاث ساعات من المحادثات، بما في ذلك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يغادر عائدا إلى طهران.

وحضر وزير الخارجية الإيراني محادثات جانبية في مدينة بياريتز الساحلية حيث تجمع زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتشير التقارير إلى أن الوفد الأمريكي فوجئ بزيارة ظريف، التي تأتي في وقت يتسم بالتوتر الشديد بين طهران وواشنطن.

وقال ظريف على تويتر إنه أجرى محادثات “بناءة” مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان والرئيس الفرنسي.

وكتب مساء الأثنين “لقد كان الطريق صعبًا، لكن الأمر يستحق المحاولة”، مضيفًا أنه عقد جلسة مشتركة مع المسؤولين الألمان والبريطانيين.

وقال دبلوماسيون فرنسيون إن كبير الدبلوماسيين الإيرانيين لم يعقد محادثات، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته، لكن وجود الرجلين في نفس المكان أنعش آمالا في انفراج الأزمة.

وتضاربت التقارير حول ملابسات زيارة ظريف إذ قال مسؤولون فرنسيون للصحفيين إن وزير الخارجية تمت دعوته بالاتفاق مع الوفد الأمريكي، لكن مسؤولي البيت الأبيض أشاروا إلى أنهم فوجئوا بحضوره.

وقال دبلوماسي فرنسي للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته: “نعمل بشفافية كاملة مع الامريكيين”.

وقالت وفود أخرى أيضا أنها أبلغت في اللحظة الأخيرة، بينما قال قصر الإليزيه إنه تم إبلاغ الوفود، لكن كل شيء حدث على عجل.

ولا يبدو أن ترامب قد تزحزح عن موقفه، باتجاه تخفيف العقوبات النفطية على طهران كما سعى ماكرون.

وفي وقت سابق من يوم الأحد، بدا ترامب وكأنه يتجاهل الجهود الفرنسية للتوسط مع إيران، قائلا إنه بينما كان سعيدا لأن ماكرون يمد يده إلى طهران لنزع فتيل التوترات، إلا أن الولايات المتحدة ستستمر في مبادراتها الخاصة.

لكن روبرت مالي، رئيس المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، وهي مؤسسة بحثية، يرى أن زيارة ظريف علامة على أن ترامب قد أعطى “إشارات إيجابية”، على مقترحات ماكرون للتوصل إلى اتفاق.

وفي تصريحات في بياريتس، قال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، إن ترامب قال في الماضي إنه إذا كانت إيران “ترغب في الجلوس والتفاوض، فلن يضع شروطًا مسبقة”.

ماكرون (يمين)
يقود ماكرون (يمين) جهودا لتخفيف التوتر بين واشنطن وطهران.

وقال مسؤول فرنسي إن “المناقشات بين الرئيس ماكرون وظريف كانت إيجابية، وسوف تستمر”، مشيرا إلى أن ظريف غادر مكان انعقاد القمة في المساء، لكنه رفض الإجابة على أسئلة تفصيلية.

وقال مسؤول ايراني رفيع المستوى، لوكالة رويترز للأنباء، إن “ظريف سينقل رد القيادة الإيرانية على اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015”.

ويهدف الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، الذي يعد جواد ظريف أحد مهندسيه، إلى كبح الأنشطة النووية لطهران، مقابل رفع العديد من العقوبات الدولية المفروضة عليها.

“تحرك في الاتجاه الصحيح”

وتنتقد القوى الأوروبية سياسة ترامب، المتمثلة في ممارسة “أقصى قدر من الضغط” على طهران، من خلال فرض عقوبات خانقة، وينظر إليها على أنها تزيد من خطر نشوب صراع في الشرق الأوسط.

وفي نهاية يوليو/ تموز الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على جواد ظريف، قائلة إنه “يروج لدعاية النظام الإيراني وتضليله”.

وحث ماكرون الإدارة الأمريكية على تقديم نوع من التعويض لإيران، مثل رفع العقوبات عن مبيعات النفط إلى الصين والهند، أو حد ائتمان جديد لتمكين الصادرات.

وفي المقابل، ستعود إيران إلى الالتزام بالاتفاق التاريخي لعام 2015 الذي يكبح برنامجها النووي، الذي انسحبه ترامب من جانب واحد العام الماضي، وذلك حسبما يرى روبرت مالي.

وفي حديثه لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي، قال ظريف إن اقتراحات ماكرون “تحرك في الاتجاه الصحيح، على الرغم من أننا لم نصل إلى شيئ محدد بعد”.

وردا على تشديد العقوبات الأمريكية على طهران، اتخذت الأخيرة عدة خطوات، من بينها وقف الالتزام ببعض تعهداتها المتعلقة بكبح أنشطتها النووية.