معرض تربة ولونه اخضر في ” 48 جاليري الفن المعاصر” في الطيرة
وهو المعرض السنوي لمدرسة الفنون التشكيلية التي ترعاها الجاليري, ويجمع طلاب للفنون من مدن وقرى المثلث الجنوبي. يضم المعرض اعمال للأطفال والناشئة من المدارس الفنية المختلفة. اعمال الناشئة، غلبت عليها الطبيعة من عناصر تحاكي وتصور لنا “ما نراه” من ترابه لونه أخضر.
تجمع اعمال المعرض التي تنقل الواقع من الطبيعة مباشرة وكما تراه العين المجردة, وأخرى تفيض فيها التعبير عن المشاعر أو العواطف والحالات الذهنية التي تثيرها العناصر الارضية والأحداث في نفس الفنان رافضة مبدأ المحاكاة. تظهر “السيريالية” بلوحة البحر وعلبة السردين والتي تهدف إلى البعد عن الحقيقة وإطلاق أفكار اللاواعي والتصورات الخيالية وسيطرة الحلم. ومن الحداثة التجريدية في لوحة الدرج الأحمر وفيها تجريد كل ما هو محيط بنا عن واقعه، وإعادة صياغته برؤية فنية جديدة فيها تتجلى الحس باللون والحركة والخيال.
كان لاعمال ما بعد الحداثة حيز كبير، اعمال تسعى لاستيعاب الفوضى وفهمها، وعرض الجمالية في الفن الاستهلاكي, الذي تميز بتطوره التكنولوجي واستخدامه، فاعتمدت الاعمال على الفكرة وتخلت عن المحتوى الجمالي والتمثيل الصريح للعناصر مِن أجل تقديم منتج فكري. فنرى عمل الكولاج على الخشب, والنحلة بخلفيتها الخضراء, والبورتريه بالفحم والحصان الأبيض ورواق البيت، اعمال تخاطب أفكاراً كونية كبرى، تلفت الانتباه للبيئة وتدعوا للحفاظ عليها. اما اعمال للأطفال، تتألف فيها عناصر الطبيعة في مشهد لمنظر طبيعي (أشجار، طيور وماء) او طبيعة صامتة (وعاء غرسة فيه زهرة)، او خطاب لأسطورة ابطالها ديناصور خيالي حارس يجول في الأرض او سفينة فضائية تسير في فضائها لتحميها من الدمار.
التربية الفنية
تقود القيمة الترفيهية للتربية الفنية بعض المسؤولين وأفراد المجتمع إلى التغاضي عن فوائد الفصل الدراسي.
يتم أحيانًا تقليص الحصص والبرامج الفنية أو إلغاؤها عندما تكون تخفيضات الميزانية ضرورية. ان التمتع بالتربية الفنية هو أحد العناصر الأساسية لتطوير الإدراك والمهارات الحركية والتفاعل الاجتماعي في مراحل الطفولة المبكرة. التنسيق بين اليد والعين: غالبًا ما تتطلب الورشات الفنية من الأطفال استخدام مهاراتهم الحركية الدقيقة لإكمال المهام. تتضمن الخبرات الحركية الدقيقة استعمال العضلات الصغيرة التي تتحكم في اليد والأصابع، فهي تُمكّن الطفل من أداء مهام ضرورية مثل إمساك القلم بصورة صحيحة، حمل فرشاة طلاء ضيقة والقطع بالمقص والنحت في الطين ، الكتابة، وتساهم في اكتساب الطفل لهذه المهارات على زيادة تقدير الطفل لذاته وثقته بنفسه.
يُعد التعليم الفني فرصة إبداعية للأطفال. قد لا يتمكن بعض الأطفال من الوصول إلى المستلزمات الفنية أو الأنشطة الإبداعية في المنزل. من خلال تقديم تعليم فني في النظام المدرسي ، يحصل جميع الأطفال على فرصة لتحفيز خيالهم ، بالإضافة إلى مهاراتهم المعرفية وحل المشكلات. بعد ذلك ، يتعين عليهم التفكير في كيفية جعل إبداعاتهم المتخيلة حقيقية. تمكنهم مهارات “حل المشكلات” هذه من التفكير بشكل خلاق في المواقف الأخرى، انها استراتيجية تدريسية، تعتمد على تحفيز الطلاب على التحليل والتفكير وطرح البدائل أو الفرضيات واختبارها ، مما يمكن أن يعزز نتائجهم الأكاديمية.
تجذب الطبيعة الممتعة للمشاريع الفنية معظم الطلاب. أنهم يستمتعون بالعمل الفني، ويكونون أكثر قدرة على التركيز على المهمة، والالتزام بها من البداية إلى النهاية. يمنح انهاء المشروع الأطفال إحساسًا بالإنجاز، والذي يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص للأطفال الذين يعانون في مجالات أخرى من المدرسة.
إن الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عادةً ما يُبْلون بلاءً حسنًا في المشروعات الفنية أو الموسيقية أو دروس الرقص. فاختيار الأنشطة بناءً على اهتماماتهم وقدراتهم. فالنجاحات البسيطة المتتالية يمكن أن تساعد في بناء تقدير الطفل لذاته. تستند معظم المواد في النظام التعليمي إلى الحقائق ، مع الإجابات الصحيحة وغير الصحيحة. يقدم التعليم الفني نهجًا أكثر انفتاحًا ويحتفي بالاختلافات في المنتجات النهائية. يتعلم الأطفال أن هناك أكثر من طريقة لإكمال المشروع الفني. إنهم قادرون على التعبير عن أنفسهم وعواطفهم من خلال العمل الفني. يتمتع الطالب أيضا فرصة تفسير الأعمال الفنية الأخرى، إما من زملائهم في الفصل أو في الأعمال الفنية الشهيرة. كما تتيح الطبيعة المفتوحة للتعليم الفني للأطفال والتي تحمل المزيد من المخاطر في مشاريعهم، نظرًا لوجود مرونة في النتيجة، ولا يشعر فيها الأطفال بالضغط الذي يخلقونه. إنهم يعلمون أنه سيتم قبول المنتج النهائي حتى لو لم يبدو تمامًا مثل جميع المنتجات الأخرى. مما يمكن أن يساعد على بناء الشعور بالثقة.
التربية الفنية هو نهج متكامل ومتعدد الأوجه وشامل لتعلم النحت والرسم والعمارة. فکان لاهتمام المتخصصين في تحسين مناهج التربية الفنية دور کبير وسعي لترسيخ مفهوم الحاجة للتربية الفنية کمادة دراسية أساسية في المنهج العام ، مما جعل العلماء يهتمون بالبحث عن رؤية جديدة ، ومفهوم جديد لمناهج التربية الفنية ونظريات تدريسها ، للإقناع بالدور الذي تلعبه التربية الفنية في تربية النشئ ، وأنها مادة أساسية في المنهج العام تسهم مع غيرها من المواد الدراسية في تکامل شخصية الفرد منذ طفولته وتقويم سلوکه الإنساني .
مدرسة الفنون – الطيرة المعارض الفنية – التربية الفنية